دور علماء الجزائر في الحرمين الشريفين والجامع الأزهر خلال العهد العثماني

Loading...
Thumbnail Image

Date

2022

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية -تامدة- قسم العلوم الإنسانية فرع التاريخ

Abstract

يعتبر تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني) 5151 5381 ( من أهمّ الفترات الّتي يستوجب منّا التوقّف عندها لدراستها. ومعظم الدراسات الّتي اهتمّت بهذه الحقبة الزّمنية ركّزت على الجانب السياسي أكثر من أي جانب آخر في حين أُغفل التاريخ الثّقافي. والمؤرّخين الغربيين قد صوّروا لنا الحياة الثقافية بالجزائر في تلك الفترة الزمنية على أنّها جهل وتراجع وانحطاط في مختلف الميادين الثقافية في ظلّ غياب دراسات محلية تصف وتتناول الوضع بشكل موضوعي. وعلى الرغم من بروز دراسات حديثة تناولت جوانب من الحياة الثقافية إلاّ أنّها لازالت بحاجة لتضلّع وتعمّق أكثر. لعلّ من أهمّ الموضوعات الثقافية للجزائر خلال العهد العثماني موضوع توافد العلماء الجزائريين للمشرق العربي لأداء فريضة الحجّ أو لغرض تحصيل العلم والمعرفة من الحواضر الكبرى المتواجدة هناك والّتي كان لها دور كبير في تمتين العلاقات الثقافية وتدعيم التواصل الحضاري مع بلدان المشرق العربي خصوصًا مصر والحجاز. لدراسة موضوع دور العلماء الجزائريين في الحرمين والجامع الأزهر خلال العهد العثماني ارتأينا إلى لطرح الإشكالية التالية: - ما مدى مساهمة علماء الجزائر في التواصل الثقافي بين علماء الجزائر والمشرق العربي وتفعيل الحياة العلمية في الجامع الأزهر ومؤسّسات الحرمين الشريفين خلال العهد العثماني؟ والّتي تتفرّع إلى بدورها إلى عدّة تساؤلات منها: فيما تتمثّل الأسباب والدوافع الّتي دفعت العلماء للإرتحال نحو المشرق العربي واختيار مصر والحرمين الشريفين؟ ما مكانة الجامع الأزهر والحرمين لدى علماء الجزائر؟ فيما تتجلّى الأدوار والإسهامات الّتي أبرزها العلماء في الحواضر العلمية والدينية؟ اقتضت طبيعة الدراسة إلى إتباع المناهج التالية: المنهج التاريخي السردي من خلال اتّباعنا لمختلف الأحداث والوقائع المتعلقة بالوضع الثقافي بالجزائر وبالمشرق العربي خلال العهد العثماني وكذلك المنهج الوصفي من خلال وصفنا للجامع الأزهر والحرمين الشريفين وكذلك لمسار توجّه العلماء . للإجابة على الإشكالية الرّئيسية والتساؤلات الفرعية قمنا بتقسيم خطّة الدراسة إلى مقدّمة ومدخل وثلاث فصول وخاتمة، وحاولنا من خلال هذه الفصول تغطية كلّ جوانب الدّراسة وهي تنقسم كالتالي: مدخل: الّذي جاء بعنوان لمحة تاريخية عن الأوضاع الثقافية في الجزائر والمشرق خلال العهد العثماني، إذ تناولنا فيه الإنعكاسات السياسية على الأوضاع الثقافية التي عرفت الركود والجمود أدّى إلى هجرة العلماء نحو الحواضر المشرقية. الفصل الأوّل: كان بعنوان المنارة العلمية الأزهرية خلال العهد العثماني ويندرج تحت هذا الفصل ثلاثة مباحث: المبحث الأوّل كان بعنوان نشأة الجامع الأزهر حيث تم فيه التطرّق إلى التعريف بالجامع الأزهر، أما المبحث الثاني فكان بعنوان مكانة الأزهر العلمية عبر العصور إذ أبرزنا فيه المكانة التي إحتلها الأزهر خلال تلك العصور، والثالث بعنوان المسار التعليمي داخل الأزهر وأروقته حيث أدرجنا فيه المراحل التعليمية في الأزهر وأروقته. الفصل الثاني: جاء بعنوان المقدّسات الإسلامية بالحجاز واحتوى هذا الفصل على ثلاثة مباحث، حيث المبحث الأوّل كان مضمونه حول مفهوم الحرمين الشريفين مع ذكر بعض من أسمائهم، أما المبحث الثاني قد تمّ الحديث فيه عن فضائل كلّ من مكّة والمدينة، ليختم هذا الفصل بمبحث ثالث الّذي أدرجنا فيه مجاورة العلماء للحرمين الشريفين سواء في مراكزه العلمية المختلفة والمسجد النبوي. الفصل الثالث: وهو الأخير وُضع تحت عنوان مشاهير علماء الجزائر وإسهاماتهم الدينية والثقافية، ويتفرّع إلى مبحثين: فالمبحث الأوّل تناولنا فيه نماذج بعض العلماء الجزائريين أمثال أحمد المقري، الحسين الورثيلاني والثاني خصّصناه لذكر تفاعل الديني والثقافي من خلال ذكرنا لمختلف النشاطات التي أبرزوها في المجال الديني كالحديث التفسير الخطابة، والمجال الثقافي من خلال إظهارنا لمختلف المناصب التي تصدروها هناك مثل التدريس، التأليف الإجازات. وختمنا دراستنا بخاتمة احتوت على أهمّ الاستنتاجات الّتي توصّلنا إليها وتبعناها بملاحق بفهرس. اعتمدنا في موضوعنا هذا على مصادر ومراجع متعدّدة ومن أهمّها، محمد بن أحمد أبي راس الناصري بمؤلّفيه عجائب الأسفار ولطائف الأخبار، الّذي أفادنا في التعرّف على الوضع الثقافي للجزائر خلال العهد العثماني ونبذة عن شخصيته، وكتابه فتح الإله ومنته في التحدّث بفضل ربي ونعمته الّذي اطّلعنا من خلاله على سيرته الذاتية ورحلاته والمناظرات الّتي جرت بينه وبين العلماء. بالإضافة إلى سليمان رصد الحنفي بكتابه كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، الّذي مكّننا من معرفة أهمّ المعلومات الّتي تتعلّق بالجامع الأزهر من حيث النشأة، الموقع، والتسمية، وعبد الواحد وافي بكتابه لمحة في تاريخ الأزهر الّذي عرفنا من خلاله على أروقة الأزهر ونظام التعليم فيه. كذلك أبي القاسم الحفناوي بمؤلّفه تعريف الخلف برجال السلف إذ اقتبسنا من خلاله بعض تراجم لعلماء الجزائر الّتي رتّبها ترتيبًا أبجديًا. اقتبسنا كذلك من مراجع لها صلة بالموضوع نذكر منها، أبو القاسم سعد اللّّ بمؤلّفيه الذين كانا بعنوان تاريخ الجزائر الثقافي من القرن العاشر إلى الرابع عشر هجري 51 01 م الجزء الأوّل والثاني الّذين تناول فيهما كلّ ما له علاقة بالحياة الثقافية والعلمية في الجزائر خلال العهد العثماني، وكذا اهتمّ بدراسة شاملة لأهمّ علماء الجزائر خلال الفترة المدروسة وخصّص لهم صفحات كثيرة وتدرج كل عالم إلى الميدان الّذي اشتهر به واعتمدنا على فوزية لزغم الإجازات العلمية لعلماء الجزائر العثمانية، حيث تطرّقت فيها إلى مجموعة من الإجازات العلمية المتبادلة بين علماء الجزائر وعلماء المشرق خلال العهد العثماني، ومنها استمدنا بعض النماذج، بالإضافة أحمد قرود بمؤلّفه الدور الثقافي لعلماء الجزائر بالمشرق العربي في القرن 55 ه / 51 م من خلال ثلاثة نماذج: أحمد المقري عيسى الثعالبي، ويحي الشّاوي، وهي رسالة ماجستير وتعدّ من أهمّ الدراسات الّتي سلّطت الضوء على الدور الثقافي في النماذج الثلاثة، وكانت منطلق بحثنا في هذا الموضوع لا يخلو أيّ بحث من الصعوبات وإن كانت هذه العقبات بمثابة حافز تشجعنا كلّ مرّة على التعمّق أكثر، ومن بين العراقيل الّتي واجهتنا كون أغلب مادة البحث هي مصادر ومنها المخطوطات المتميّزة وصعوبة قراءتها وكذلك نقص الخبرة كون أنّنا لم يسبق لنا وأن قمنا بإعداد مذكّرة، إضافة إلى الدراسات ا لّتي تتناول المواضيع الثقافية مقارنة مع المواضيع السياسية والعسكرية.

Description

Keywords

علماء الجزائر, الحرمين الشريفين, الجامع الأزهر

Citation

تاريخ الجزائر الحديث